كرنفال دائم للكريكت

Society

عشقت شعوب جنوب آسيا لعبة “الكريكت”. عشقوها حتى أصبحت جزءاً من ملامحهم، أيديهم، وثقافتهم. وهكذا، حملت الجاليات الهنديّة، الباكستانيّة والبنغاليّة هذه اللعبة إلى البلدان التي يهاجرون إليها بحثاً عن لقمة عيشهم. لذا، يُمكن ان نتخيّل المدينة التي يشكّل فيها هؤلاء حوالي أكثر من 60% من مجموع السكان .

يوم الجمعة في مدينة دبي هو كرنفال الكريكت، إذ يخرج العمّال الهنود، الباكستانيّون والبنغال إلى الشوارع، الأسواق، والساحات ليُمارسوا بعضاً من الراحة بعد اسبوع شاق. هكذا، يمنح هؤلاء بعض من الحياة للساحات الرمليّة التي لم تأكلها الأبراج الشاهقة بعد، عبر ممارسة الكريكت (والعاب اخرى) من الصباح حتى مغيب الشمس. هناك فقط، يُمكن رؤية ذلك الفرح الجميل على ملامحهم. وهناك فقط تعلو ضحكاتهم وكأنّهم يملكون الأرض بكل ثرواتها. لا تقتصر لعبة الكريكت على هؤلاء العمّال. اطفالهم أيضاً الموزعون في أحياء دبي القديمة، يلعبون هذه اللعبة، وكأنّهم يُمارسون طقساً من طقوسهم الدينيّة.

هذا في دبي، أما في بيروت التي بدأت تزداد فيها اليد العاملة القادمة من جنوب آسيا، بدأ مشهد الكريكت، منذ عشرة سنوات تقريباً، يأخذ حيّزه في المدينة. أتذكّر الشباب الهنود والبنغال اللذين كانوا يلعبون الكريكت في إحدى الساحات الرمليّة المتاخمة للحي الذي تربيت فيه في وطى المصيطبة. وقد لعبوا هناك لسنوات طويلة، قبل أن ينتقلوا إلى ساحة اخرى.

ومنذ سنوات توسّعت لعبة الكريكت إلى احياء اخرى من بيروت، إذ يحوّل هؤلاء الشبان مواقف السيّارات الفارغة في أيّام العطلة (سبت وأحد) في منطقة فردان، القريبة جغرافيّاً من شارع الحمرا إلى ملاعب للعبتهم المحببة.

هناك، في ديرة – دبي، روح المدينة، حيث كل شيء حقيقي: الحركة، الشمس، وصرخات الفرح التي يحملها هؤلاء المتعبون.

تم نشرت المقالة أولا على المدونة هنيبعل.

(Visited 128 times, 1 visits today)

Leave a Reply